سهم سنتين ينهار بنسبة 40% ويصل إلى أدنى مستوى له منذ 8 سنوات

سحب التوقعات السنوية يهز ثقة المستثمرين

شهد سهم شركة سنتين (Centene)، المتخصصة في خدمات الرعاية الصحية المُدارة، انهيارًا حادًا بنسبة 40% ليصل إلى 33.78 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2017. جاء هذا التراجع بعد أن سحبت الشركة بشكل مفاجئ توقعاتها السنوية، مشيرة إلى بيانات جديدة حول ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية وتراجع معدل الالتحاق ببرامجها.

وقالت الشركة إن التقارير من أغلب أسواقها أظهرت أن النمو في الاشتراكات كان أبطأ من المتوقع، وأن الحالة الصحية للمنتسبين أسوأ مما كان متوقعًا. وتوقعت أن يؤدي ذلك إلى انخفاض التعويضات الفيدرالية وزيادة في التكاليف، مما سيؤثر على أرباح عام 2025 بقيمة تقديرية تصل إلى 1.8 مليار دولار، أي ما يعادل 2.75 دولار للسهم المعدل.

تدهور حاد في قيمة السهم

انخفض السهم بنسبة 40% خلال يوم واحد فقط، وفقد حوالي ثلثي قيمته منذ أن بلغ أعلى مستوياته في أغسطس 2022. ومنذ بداية عام 2025، تراجع السهم بنسبة 44%، وسط صعوبات تواجه القطاع بأكمله نتيجة ارتفاع تكاليف الرعاية الطبية وتراجع الاشتراكات.

وشهد التداول على السهم حجمًا أعلى من المتوسط، مما يشير إلى عمليات بيع مكثفة من قبل كبار المستثمرين.

تحليل فني: مستويات حرجة للمراقبة

منذ أن سجل السهم أعلى مستوى له في أغسطس 2022، وهو يتخذ منحى هابطًا مستمرًا. وفي يوليو، تراجع السعر إلى ما دون المتوسط المتحرك لـ200 شهر، كما انخفض مؤشر القوة النسبية إلى منطقة التشبع البيعي، وهو ما يُعد إشارة سلبية للمستثمرين على المدى الطويل.

إذا استمر الضغط البيعي، فقد يختبر السهم مستوى دعم مهم عند حدود 27 دولار، وهو مستوى شكّل منطقة استقرار بين أواخر 2015 ونهاية 2016.

جيم كريمر: “القطاع أصبح غير قابل للاستثمار”

أعرب المحلل المالي في قناة CNBC، جيم كريمر، عن تشاؤمه تجاه قطاع الرعاية الصحية المُدارة بشكل عام، وقال: “ما حدث مع سنتين يسلط الضوء على أزمة أوسع في هذا القطاع، وأعتقد أن الأمور ستزداد سوءًا قبل أن تتحسن، لذلك لا أنصح بالاستثمار في هذا المجال حاليًا”.

وأشار إلى أن شركات التأمين في هذا المجال تدفع مبالغ أكبر لتغطية نفقات الرعاية الصحية للمؤمن عليهم، وأن هناك تراجعًا في أعداد المنضمين، في حين أن من تبقى يعانون من أمراض مزمنة تُكلف أكثر.

تخفيض جوهري في التوقعات المالية

أعلنت سنتين عن خفض كبير في توقعاتها للأرباح المعدلة لكل سهم، من 7.25 دولار إلى 2.75 دولار فقط. وأوضحت الإدارة أن السبب يعود إلى ضعف النمو في 22 ولاية من أصل 29 تعمل بها الشركة.

وقد أدى ذلك إلى تسجيل السهم لأدنى مستوى له خلال 52 أسبوعًا، وأثر الانخفاض على بقية أسهم شركات التأمين المشابهة.

تحديات تشريعية جديدة

أشار كريمر إلى أن مشروع القانون الذي يدعمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي صادق عليه مجلس الشيوخ، قد يتسبب في تقليص عدد المستفيدين من برامج “ميديكيد”، مما سيقلّص من قاعدة عملاء سنتين بشكل كبير. كما أن القانون يتضمن قيودًا على الرسوم التي تُفرض على مقدمي الرعاية الصحية لتمويل البرنامج، وهو ما سيؤثر ماليًا على الشركة.

خلاصة: ضغوط متزايدة على سنتين والقطاع بأكمله

أوضح كريمر أن شركة سنتين تواجه ضغوطًا أكبر من منافسيها بسبب تركيزها الكبير على سوق التأمين عبر برامج الحكومة، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف “ميديكيد” والخدمات الصحية بشكل عام. وقال: “هذه ليست مجرد ضربة لسنتين فقط، بل هي حلقة جديدة في سلسلة الأزمات التي يعاني منها قطاع التأمين الصحي”.

Related Post